فصل: تفسير الآية رقم (14):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير التستري



.تفسير الآيات (14- 15):

{قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)}
قوله: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا} [14] قال: يعني أقررنا مخافة السبي والقتل لأن الإيمان إقرار باللسان صدقا، وإيقان في القلب عقدا، وتحقيقها بالجوارح إخلاصا، وليس في الإيمان أنساب، وإنما الأنساب في الإسلام، والمسلم محبوب إلى الخلق، والمؤمن غني عن الخلق.
قوله: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [17] أي صدقوك فيما دعوتهم إليه.

.تفسير الآية رقم (17):

{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (17)}
{بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [17] أي عالمين بأن اللّه هو الذي من عليكم بالهداية في البداية. قال سهل: استعملت الورع أربعين سنة، ثم وقع مني التفات فأدركني قوله: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [17].
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها ق:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)}
قوله تعالى: {ق} [1] أقسم اللّه تعالى بقوته وقدرته، وظاهرها الجبل المحيط بالدنيا، وهو أول جبل خلقه اللّه تعالى، ثم بعده جبل أبي قبيس وهو الجبل الذي فوق الصفا، ودونه بمسيرة سنة جبل تغرب الشمس وراءه، كما قال: {حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ} [ص: 32] وله وجه كوجه الإنسان، وقلب كقلوب الملائكة في المعرفة.
قوله: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [1] قال: يعني المشرف على سائر الكلام.

.تفسير الآية رقم (8):

{تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)}
قوله: {تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [8] أي مخلص القلب للّه بالتوحيد إليه، وإدامة ذكره بواجباته.

.تفسير الآية رقم (12):

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12)}
قوله تعالى: {وَأَصْحابُ الرَّسِّ} [12] أي البئر.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)}
{والْأَيْكَةِ} [14] الغيضة، وباطنها أصحاب الرس أصحاب الجهل. {وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ} [14] متبعو الشهوات.

.تفسير الآية رقم (18):

{ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)}
قوله تعالى: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [18] قال: أي حافظ حاضر لا يغيب عنه، ولا يعلم الملك ما في الضمير من الخير والشر إلا عند مساكنة القلوب إياه، فيظهر أثر ذلك على الصدر من الصدر إلى الجوارح نور ورائحة طيبة عند العزم على الخير، وظلمة ورائحة منتنة عند العزم على الشر، واللّه يعلم ذلك منه على كل حال، فليتقه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1].

.تفسير الآيات (21- 22):

{وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)}
قوله تعالى: {وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ} [21] يعني كتبة في الدنيا تسوقه إلى المحشر، ويشهدون له وعليه، فيقول العبد: أليس قولك الحق وقد قلت: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها} [إبراهيم: 34]، وقال نبيك صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما منكم أحد يدخل الجنة بعمله إلا برحمة اللّه»، فيقول اللّه تعالى: «قولي الحق، وصدق نبيي صلّى اللّه عليه وسلّم، انطلق إلى الجنة برحمتي». قال: وهو معنى قوله تعالى: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [هود: 11].
قوله تعالى: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [22] يعني بصر قلبك نافذ في مشاهدة الأحوال كلها.

.تفسير الآية رقم (29):

{ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29)}
قوله تعالى: {ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} [29] أي ما يتغير عندي ما سبق في علمي، فيكون بخلاف ما سبق العلم فيه.

.تفسير الآية رقم (32):

{هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)}
قوله تعالى: {لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} [32] قال: هو الراجع بقلبه من الوسوسة إلى السكون إلى اللّه تعالى. والحفيظ المحافظ على الأوقات والأحوال بالأوامر والطاعات. وقال ابن عيينة: الأواب الحفيظ الذي لا يقوم من مجلس حتى يستغفر اللّه منه، خيرا كان أو شرا، لما يرى فيه من الخلل والتقصير.

.تفسير الآية رقم (37):

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ} [37] يعني لمن كان له عقل يكسب به علم الشرع.
قوله تعالى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [37] يعني استمع إلى ذكرنا وهو حاضر مشاهد ربه غير غائب عنه. وسئل سهل عن العقل، قال: العقل حسن النظر لنفسك في عاقبة أمرك.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

.السورة التي يذكر فيها الذاريات:

.تفسير الآية رقم (15):

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)}
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [15] قال: المتقي في الدنيا في جنات الرضى يتقلب، وفي عيون الأنس يسبح، هذا باطن الآية.

.تفسير الآية رقم (17):

{كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (17)}
قوله تعالى: {كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} [17] قال: لا يغفلون ولا ينامون عن الذكر بحال.

.تفسير الآيات (19- 22):

{وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (22)}
قوله تعالى: {وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [19] قال: يعني الصدقة على من طلبها منهم ومن لم يطلبها. وقال الحسن البصري: أدركت أقواما إن كان الرجل ليعزم على أهله أن لا يردوا سائلا، ولقد أدركت أقواما إن كان الرجل ليخلف أخاه في أهله أربعين عاما، وإن أهل البيت يبتلون بالسائل، ما هو من الجن ولا من الإنس، وإن الذين كانوا من قبلكم كانوا يأخذون من الدنيا بلاغا، ويبتاعون بالفضل أنفسهم. رحم اللّه امرأ جعل العيش عيشا واحدا، فأكل كسرة وليس خلقا، ولزق بالأرض، واجتهد في العبادة، وبكى على الخطيئة، وهرب من العقوبة، وابتغى الرحمة، حتى يأتي عليه أجله وهو كذلك. وحكي (أن رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه مالي لا أحب الموت، جعلني اللّه فداك؟ فقال: هل لك مال؟ قال: نعم. قال: قدم مالك.
قال: لا أطيق ذلك يا رسول اللّه. قال: فإن قلب المرء مع ماله، إن قدمه أحب أن يلحقه، وإن أخره أحب أن يتخلف معه).
قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [20] قال: يعني للعارفين باللّه يستدلون بها على معرفتهم.
قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [21] قال: أي في صورها وتقديرها بأحسن التقادير، وعروقها السائرة فيها كالأنهار الجارية، وشقوقها من غير ألم وصل إليكم بعد ما كنتم نطفا، ثم ركبكم من طبق إلى طبق، أفلا تبصرون هذه القدرة البليغة فتؤمنوا بوحدانيته وقدرته، وأن اللّه تعالى خلق في نفس ابن آدم ألفا وثمانين عبرة، فثلاثمائة وستون منها ظاهرة، وثلاثمائة وستون منها باطنة، لو كشف عنها لأبصرتم، وثلاثمائة وستون منها غامضة لا يعرفها إلا نبي أو صديق، لو بدت منها عبرة لأهل العقول لوصلوا إلى الإخلاص، فإن اللّه تعالى حجب قلوب الغافلين عن ذكره باتباعهم الشهوات عن هذه العبر، فكشف قلوب العارفين به عنها فأوصلهم إليه.
قوله تعالى: {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ} [22] أي تفرغوا لعبادتي ولا يشغلكم طلب الرزق عنا، فإنا نرزقكم، ثم قال: إن اللّه رضي عنكم بعبادة يوم فارضوا عنه برزق يوم بيوم. قال: وفيها وجه آخر: {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ} [22] أي من الذكر وثوابه.

.تفسير الآية رقم (24):

{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)}
قوله تعالى: {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [24] قال: سماهم مكرمين لأنه خدمهم بنفسه، وكان منذ سبعة أيام لم يطعم شيئا، ينتظر ضيفا، فلما أرسل اللّه تعالى ملائكته إليه استبشر بهم وخدمهم بنفسه ولم يطعم معهم، وهي علامة الخلة المؤكدة أن يطعم ولا يطعم، ويشفي الغير من ألم ويسقم.

.تفسير الآية رقم (50):

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)}
قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [50] قال: يعني ففروا مما سوى اللّه إلى اللّه، وفروا من المعصية إلى الطاعة، ومن الجهل إلى العلم، ومن عذابه إلى رحمته، ومن سخطه إلى رضوانه. وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «أعوذ بك منك»، فهذا أيضا باب منه عظيم.

.تفسير الآية رقم (54):

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)}
قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ} [54] قال: أعرض عنهم فقد جهدت في الإبلاغ جهدك.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الطور:

.تفسير الآيات (4- 5):

{وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)}
قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} [4] قال: ظاهرها ما حكى محمد بن سوار بإسناده عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليلة أسري بي إلى السماء رأيت البيت المعمور في السماء الرابعة- ويروى السابعة- يحجه كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه بعده أبدا» الحديث بطوله... وباطنها القلب قلوب العارفين معمورة بمعرفته ومحبته، والأنس به، وهو الذي تحجه الملائكة لأنه بيت التوحيد.
قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [5] هو العمل المرضي الذي لا يراد به جزاء إلا اللّه تعالى.

.تفسير الآية رقم (26):

{قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (26)}
قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ} [26] قال: أي خائفين وجلين من سوء القضاء وشماتة الأعداء.